وكما تعلمون جيداً، في عالم الفوضى الحالي، الذي تجري تطوراته بسرعة وتسارع كبيرين، يتجه العالم نحو التعددية القطبية. أمريكا وأوروبا من جهة، والصين وروسيا من جهة، والدول الإسلامية التي يبلغ عدد سكانها حوالي 2 مليار نسمة وموارد هائلة من النفط والغاز والمناجم، وهي نعمة وهبة من الله من جهة أخرى. وكما أكد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية مرات عديدة، إذا أهملنا الوضع الحرج الحالي للعالم ولم نجد موقفنا الصحيح، فربما سنتخلف مرة أخرى عشرات أو حتى مئات السنين عن جهل العلم والمعرفة. والاقتصاد والكرامة الإسلامية فلنسقط ولذلك فإن وحدة العالم الإسلامي وتعاونه وتعاطفه وانسجامه أمر ضروري ولا مفر منه.

وفي هذا الوقت الحرج، يقع علينا نحن الأكاديميون، كرواد وصناع مستقبل ومنارات للمجتمع، واجب جدي ومهم. وعلى كل واحد منا، في مجال علم وخبرة أمان، أن يقدم المساعدة الفكرية للشعب والحكام والسياسيين ومديري المجتمع ومساعدتهم في اتخاذ القرارات والتخطيط الدقيق والصحيح للمجتمع. ولذلك ينبغي للأكاديميين والعلماء في العالم الإسلامي أن يجتمعوا في مختلف المؤتمرات والاتفاقيات المتخصصة في المجالات الثقافية والعلمية وحتى السياسية والأمنية ويتبادلوا الجهود والأفكار المشتركة.

وقد تم اقتراح عقد ندوة إقليمية حول الابتكار في العلوم والتكنولوجيا لهذا الغرض من قبل جامعة فردوسي في مشهد، والتي تعد واحدة من أكبر وأعرق الجامعات في إيران وحتى الدول الإسلامية. تضم هذه الجامعة الآن حوالي 4000 طالب من دول المنطقة بفضل الحضور المبارك والنور الكامل لحضرة علي بن موسى الرضا ضد آلاف التحية والسنا، وهي الجامعة الأولى في إيران في هذا المجال. ومن أهداف هذه الندوة التعاون على مستوى أعلى، أي التعاون العلمي والثقافي على مستوى أساتذة جامعات العالم الإسلامي، وخاصة في دول منطقة المقاومة، مثل العراق وسوريا وأفغانستان. ، باكستان، اليمن، لبنان، فلسطين، الخ. لأن الأساتذة والعلماء يمكن أن يكون لهم تأثير مهم على مصير بلدانهم. والهدف من ذلك أن تعقد هذه الندوة كل عام في إحدى دول المنطقة وتكون بمثابة شجرة عائلة سيستفيد العالم الإسلامي من نتائجها لسنوات عديدة. وأتمنى أن تستمر هذه الندوة، وأن تصل بنا بفضل الله إلى أهدافنا ومقصدنا.